أولا لا تعد هذه المرة الأولى التي يتحوّر فيها فيروس كورونا الذي بدل حال العالم منذ ظهوره أواخر ديسمبر الماضي في الصين، كما أنها قد لا تكون المرة الأولى التي تتغير فيها المادة الوراثية للفيروس.

هل هي أكثر قابلية للانتقال؟

ولكن وحسب تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فإن السلالة الجديدة VUI-202012/01، قد تكون أكثر قابلية للانتقال، بنسبة 70 في المئة.

ووفق ما نقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية عن كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، البروفيسور كريس ويتي، فإن هناك 23 تغيرا مختلفا مع هذه السلالة الجديدة.

وأضاف ويتي أنه نبّه منظمة الصحة العالمية لوجود السلالة الجديدة، مشيرا إلى أنه سيركز على تحليل البيانات المتصلة بانتشار الطفرة.

هل تتسبب بوفيات أكبر؟

بحسب البروفيسور ويتي فإنه "لا يوجد دليل حالي يشير إلى أن السلالة الجديدة تسبب ارتفاع معدل الوفيات أو أنها تؤثر على اللقاحات والعلاجات، لكن العمل جار لتأكيد ذلك".

Loading the Player ...

هل تستجيب السلالة الجديدة للقاح؟

تقول هيئة "علم الجينوم" البريطانية، إنه يصعب التنبؤ فيما إذا كانت أي طفرة معينة تستجيب، عند ظهورها لأول مرة، للقاح، إلا أن الخوف يكمن في أن تؤدي أي تغييرات إلى زيادة حالات إعادة العدوى أو فشل اللقاح.

ويقول البروفيسور ويتي إنه حتى الآن، لا يوجد دليل يشير إلى أن السلالة الجديدة أثرت على اللقاحات والعلاجات الخاصة بكوفيد-19.

ويرى الباحث في جامعة بولونيا، فيديريكو جيورجي، أن العلاجات التي يجري تطويرها حاليا بما فيها اللقاحات قد تكون فعالة ضد جميع سلالات الفيروس التاجي.

ما هي سلالات كورونا المختلفة؟

هناك ما لا يقل عن سبع مجموعات أو سلالات رئيسية من كوفيد-19، والأصلية هي التي اكتشفت في ووهان الصينية بديسمبر الماضي، وأطلق عليها العلماء السلالة "إل"، ثم تحورت للسلالة "إس" بداية 2020، قبل أن تتغير لسلالتي "في" و"جي".

وعثر على السلالتين "في" و"جي" في أوروبا وأميركا الشمالية، ومنها تحورت إلى سلالات "جي آر" و"جي إتش" و"جي في"، بينما استمرت السلالة "إل" لفترة أطول في آسيا نظرا إلى إسراع الكثير من البلدان في تلك القارة إلى إغلاق حدودها ووقف الحركة.

ويجمع العلماء العديد من الطفرات الأخرى الأقل تكرارا معا، ويعتبرونها السلالة "أو".

لم يكد العالم يتنفس الصعداء بعد أشهر مريرة خيم عليها ظل الوباء، مع انطلاق اللقاحات حتى أطل الفيروس التاجي الذي ظهر لأول مرة في الصين في ديسمبر الماضي، بسلالة جديدة متحورة أشد عدوى وانتقالاً من الأصلية بنسبة 70%.

المعلومات حول هذه السلالة الجديدة مقلقة جدا، بحسب ما أكد البروفيسور بيتر أوبنشو المتخصص في جهاز المناعة في إمبريال كوليدج لندن لموقع "ساينس ميديا سنتر"، خصوصا لأنه "يبدو أنها أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين 40 و70 في المئة".

بدوره، اعتبر البروفيسور جون إدموندز من كلية لندن للصحة وطب المناطق المدارية "هذه الأنباء سيئة للغاية. يبدو أن هذه السلالة معدية أكثر بكثير من السلالة السابقة".

300 ألف سلالة وتحور في شويكة كورونا

بينما ذكر المتخصص الفرنسي في علم الوراثة أكسل كان على صفحته في فيسبوك، أنه حتى الآن "تم رصد 300 ألف 

سلالة من كوفيد-2 في العالم"، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس.

ولعل الأهم في توصيف تلك السلالة الجديدة التي تسمى "إن 501 واي"، وجود تحور في بروتين "شويكة" الفيروس، وهي موجودة على سطحها وتسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها.

ووفقا للدكتور جوليان تانغ من جامعة ليستر "كانت هذه السلالة تنتشر بشكل متقطع في وقت سابق من العام الحالي خارج المملكة المتحدة، في أستراليا بين حزيران/يونيو وتموز/يوليو، والولايات المتحدة في تموز/يوليو وفي البرازيل في نيسان/أبريل".

ولفت البروفيسور جوليان هيسكوكس من جامعة ليفربول إلى أن "فيروسات كورونا تتحوّر طوال الوقت وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة من سارس-كوف-2. الشيء الأكثر أهمية هو معرفة ما إذا كانت هذه السلالة لديها خصائص من شأنها التأثير على الصحة البشرية والتشخيصات واللقاحات".

بدوره، أشار أكسل كان إلى أنه "كلما ارتفع عدد الإصابات، ارتفعت احتمالات حصول تحور عشوائي للفيروس وارتفعت وتيرة حصول تحور".

يشار إلى أن ظهور تلك السلالة في المملكة المتحدة أثار قلق علماء الأوبئة، ما أدى إلى تعليق العديد من الدول الرحلات الجوية القادمة من الأراضي البريطانية، أمس الأحد، لا سيما بعد أن أعلنت وزارة الصحة البريطانية أن الوباء أصبح خارج السيطرة.

ما رايكم حول الموضوع ؟