secrets

ما هو العقل الباطن


 العقل الباطن يتحدّث البعض من علماء النفس عن العقل الباطن باعتبار أنّها لؤلؤةٌ مدفونةٌ داخل النفس البشرية تحتاج إلى من يكتشفها، فقد طلب الفيلسوف سقراط من الإنسان الغوص في أعماق نفسه البشرية؛ ليَعرِف ذاته بنفسه دون الرجوع إلى نظريةٍ معينةٍ أو قانونٍ ما، فذاته هو أعلم بها من غيره، وحتى يتمّ تقريب مفهوم العقل الباطن أكثر، فقد تمّ تشبيهه لجبلين: الجبل الأول وهو العقل الواعي؛ وهو العقل الذي يتعامل به الإنسان مع عالمه الخارجي والداخلي بناءً على مبادئ وأسس معينة في الحياة، ويراها الكثيرون أنّها منطقية ومقبولة، وهذا العقل الواعي يتشكّل منذ الطفولة؛ حيثُ يتشكّل من مجموعةٍ من العوامل؛ كأساليب التربية، وطبيعة التنشئة الأسرية، والاجتماعية، والأخلاقية، والدينية، فيبدأ الجبل الأول بالارتفاع والنمو أكثر من الجبل الآخر، وهو عقل اللاواعي أو العقل الباطن. تعريف العقل الباطن هو الوعاء الذي يجمع كل ما أدخله الإنسان إليه من أفكار ومشاعر سيجدها يوماً ما تخرج إلى العالم الخارجي بأسلوبٍ معين لتُعبّر عن شخصيته، فهذا الوعاء إذا أَدخَلَ الإنسان فيه الأفكار والتجارب السلبية ومشاعر الحقد والكره، فإنّ النتيجة تكون شخصيةً مريضةً وشريرة، أما إذا أدخل الأفكار الإيجابية والمشاعر الجميلة والذكريات الرائعة المليئة بالحب والودّ والتسامح، فإنّ الشخصية التي تنتج عنها هي شخصيةٌ إيجابيةٌ وناجحةٌ، وهي اللّؤلؤة المكنونة التي تحدّث عنها الكثيرون، فالعقل الباطن يستطيع أن يلتقط آلاف الإشارات من خلال حواس الإنسان، ويبدأ بتخزين هذه الإشارات وما يرافقها من مشاعر وأحاسيس إلى أن تظهر مرةً أخرى كميولٍ واهتماماتٍ شخصية لدى الإنسان، وقد يكون للعقل الباطن تأثيرٌ على قرارات الإنسان التي تصدر عنه، وبالأخص القرارات السريعة منها.

ازدواجية العقل الواعي والباطن يمتلك الإنسان عقلاً واحداً؛ إلّا أنّ هذا العقل يتّسم بسمتين مختلفتين، ويقوم بمهمتين غير متشابهتين، فلكل مهمةٍ ميزةٌ تجعلها مختلفة عن الأخرى، ويمكن إطلاق لفظ العقل المُحِسّ والعقل غير المُحِس عليها، أو ما يُعرف بالعقل الواعي و العقل الباطن، وكذلك يُقال عنهما العقل المستيقظ والآخر النائم، أو العقل الذي نراه على السطح، والآخر الكامن في الأعماق، وكذلك هما العقل الإرادي عند الإنسان والعقل اللاإرادي لديه. هذه هي الازدواجية في العقل والتي تُبين أنّ عقل الإنسان يقوم بعملين مختلفين تماماً، وقد شبه جوزيف ميرفي عقل الإنسان بالحديقة التي يَبذُر الإنسان فيها البذور التي يُريد زراعتها في هذه الحديقة، وهذه البذور هي الأفكار التي يُدخلها إلى عقلهِ، فإن كانت البذور جيدة كان المحصول جيداً، وأنبتت الحديقة زهوراً جميلةً، وكذلك العقل الباطن إذا أدخل الإنسان إليه الأفكار الإيجابية الرائعة، فإنّ محصوله سيكون رائعاً.

 إنّ العقل الواعي هو الذي يُحدد ما يُخرجه العقل الباطن من أفكارٍ وتصوراتٍ، سواء كانت إيجابيةً أم سلبية، سليمةً أم فاسدة، وعلى الإنسان أن يُدرك حقيقةً مهمّة وهي وجود الانسجام والازدواجية، بين العقل الواعي والعقل الباطن؛ فعند تفكير الإنسان بطريقة صحيحة ومعرفةٍ جيدة للأفكار التي تم إدخالها إلى العقل الباطن، وأنّ هذه الأفكار جيدة فيها كل الانسجام وخالية من الاضطراب؛ فإنّ القوى الداخلية العجيبة للعقل الباطن سوف تُخرج أوضاعاً سلمية وظروفاً مناسبة، وبالتالي يمكن للإنسان التحكم بعقله الباطن، واستخدامهِ في حل المشكلات والصعوبات التي تواجهه.
 أساليب الدخول إلى العقل الباطن إن عقل اللاواعي لدى الإنسان يحتوي على قدر كبيرٍ من الحكمة والمعرفة، والتي لا يستغلّها الإنسان أفضل الاستغلال، فهو يحتاج إلى أن يُطلِق عقله اللاواعي كي يُحرّر ما لديه من قوةٍ كامنةٍ، وتكون سبباً في نجاح وتغيير حياته، ويمكن للإنسان الدخول إلى العقل الباطن باتّباع بعض من النصائح والطرق التي تُعين على ذلك، منها:
 التأمل: يُعتبر التأمُّل أكثر الطرق بساطةً في الوصول إلى العقل اللاواعي؛ حيثُ يأخذ الإنسان إلى حالةٍ قريبةٍ من الحلم، فتُصبح أعمال الدماغ أبطأ وأكثر تنظيماً، وضجيج الحياة اليومية أقل تأثيراً وأكثرها بُعداً، ففي الوضع الطبيعي للإنسان يكون نطاق عمل دماغه في النمط بيتا، وهي الحالة التي ترتبط باليقظة، وقد يرافقها التوتر والغضب أو القلق، أما في حالة تأمُّل الإنسان بشكلٍ عميق، فإنّ النمط ينتقل إلى النمط دلتا؛ حيثُ يترتّب على ذلك تغيُّرٌ في نوعية تفكير الإنسان، وتوارد الأفكار من عقله الباطن إليه، لتبدأ بفرض نفسها في حالة وعيه، وفي هذه الحالة، على الشخص أن يسمح لهذه الأفكار بالتدفق، وكلما مارس التأمل أكثر أصبح أكثر مهارة في تحديد موقفٍ معين، فهو قد يجد حلولاً لمشكلاتٍ أو معضلاتٍ يواجهها، وبإمكان الشخص تعلُّم التأمُّل بسرعة، فهو لا يحتاج إلى وقتٍ كبير. الإنصات إلى الإبداع: إنّ طريقة حديث العقل اللاواعي مع الشخص تكون بدون كلمات، فهي تتحدّث بالصور والأصوات والموسيقى، فإنصات الفرد يساعد العقل بالتعبير عن نفسه، فممارسة الإنسان لنوعٍ معينٍ من الفنون العديدة -كصناعة الفخار أو غيرها- يساعده في إظهارِ جانبٍ معيّنٍ من جوانب شخصيته. اتباع الغريزة: إذا حاول الإنسان مواجهة مشكلةٍ ما أو اتخاذ قرارٍ معين في أمرٍ طرأ عليه، فإنّ أول ما يتبادر إلى ذهنه هو حديث اللاوعي، وقد يظن الإنسان في لحظتها أنّ القرار الذي اتخذه غير صائب؛ إلّا أنّ هذه القرارات قد تكون بدرجةٍ عاليةٍ من الإدراك والدقة بشكلٍ لا يُمكن تصديقه. طاقة التخيل طريق النجاح يقول جورج برناردشو: (إنّ التخيل هو بداية الإبداع، فإنك تتخيل ما تُريده، ثم تُنفذ ما تتخيله، وأخيراً فإنك تُبدع ما تُنفذه). لقد تحدّث عظماء العالم عن أنفسهم، وقالوا أنهم أصبحوا عظماء لأنّهم امتلكوا القدرة على تخيل الإنجازات العظيمة التي يُديرونها، فخرجت قواهم الداخلية الكاملة، وأعطت التخيلات القوة والقدرة على الخروج إلى النور، وهكذا فقد استخدم العظماء طاقة التخيّل لديهم لخلق النجاح في حياتهم، فجميع الأحداث التي تمرّ بالإنسان هي نتيجة تخيلاتهِ، وهذا الأمر في غاية الأهمية؛ فالسبيل الأول للنجاح يكمن في الصورة التي يضعها الانسان لنفسهِ، فلا يُنكر أحدٌ أنّ هناك العديد من المؤثرات والصعوبات الخارجيّة التي تُؤثّر على الانسان، وقد تخرج الأمور عن السيطرة، إلّا أنّ ارتباط العقل بالأحداث الواقعية يبدو جليّاً ويظهر أثرهُ للجميع، فيظهر في علاقات الانسان الشخصية وفي عملهِ وصحتهِ وثقتهِ بنفسهِ، وكلّ ما يحتاجه الانسان للنجاح في حياتهِ هو الوعي الجيّد بما يقوم بإنتاجه أو إبداعهِ.

كيف يعمل العقل الباطن
العَقل الباطِن يَعتقِد الكثير من النّاس أنّ لِلإنسان عقلان، هما: العقل الواعي، والعقل اللّاواعي أو ما يُسمّى العقل الباطِن، وهذا الاعتقاد خاطئ؛ فكلّ شخصٍ يملِك عقلاً واحداً لكنّه يَقوم بِوَظيفتَين مُختلفتَين، وللتّمييز بين هاتين الوظيفتَين استُخدِمت تسميتان، وهما: العقل الواعي، والعقل الباطِن. سيتمّ التعريف في هذا المقال بالعقل الباطِن وطريقة عمله، وكيف يُؤثّر على شخصيّة الإنسان.

وظيفة العقل الباطِن :-
 يُسمّى العقل الباطِن العقلَ اللّاواعي، وهو العقل المسؤول عن الخواطر والأحلام، وعن مزاج الإنسان، إضافةً إلى أنّه المسؤول عن تحديد السِّمات الحقيقيّة للشّخصيّة، وهو مُطيع لِلإنسان؛ حيث يستطيع الإنسان توجيهَه باستخدام أسلوب التّكرار، إذاً فالعقل الباطِن هو الذي يتحكّم بعادات الشّخص وسلوكيّاته، وهو أساس تصرُّفاته.

وقد أثبتت الدّراسات أنّ العقل الباطِن للإنسان يَعمل على مدار اليوم كاملاً حتّى أثناء فترة النّوم، وهو يُؤثّر على وصول الشّخص إلى غاياته وأهدافه، وذلك بناءً على طريقة تفكيره؛ سواءً أكانت إيجابيّةً أم سلبيّةً، ويُساعِد العقل الباطن الشّخص أيضاً على الوصول إلى أهدافه حسب قوّة تلك الأهداف ووضوحِها، فهو يُطلق طاقةً كافيةً تُساعد الإنسان على الوصول إلى هدفه؛ وذلك عن طريق إزالة العَقَبات التي تُواجهه، ويجعل السّلوك يتغّير ليتناسبَ مع الأهداف، فإذا لم يكن هناك هدف واضح فلن يُساعِد العقل الباطن على الوصول إليه، وكثيراً ما يجد الشّخص نفسه قد غيّر من أسلوبه وطريقة كلامه؛ بهدف الوصول لغايته، وهذا كلّه يحصل بِمُساعدة العقل الباطِن.

كيفيّة عمل العقل الباطِن:-
 إنّ آليّة عمل العقل الباطِن للإنسان تُشبِه إلى حدٍّ ما آليّة عمل برامج الكُمبيوتر، وإذا أراد الشّخص أن يُعطيَه البرنامج مُخرَجاتٍ مُعيّنةً فيجب أن يضبط المُبرمِج البرنامَج ضبطاً صحيحاً حتّى يَحصُل على النّتائج المَرجُوّة. هناك مُدخِلات للكمبيوتر يُدخل المُبرمِج عن طريقها البياناتِ اللازمةَ، ومُدخِلات الكُمبيوتر: هي: الفأرة، ولوحة المفاتيح، والماسح الضوئيّ، أمّا النّتائج فيتمّ الحصول عليها عن طريق المُخرِجات، وهي: الشّاشة، والطّابِعة، فإذا ارتكب المُبرمِج خطأً ما أثناء عمليّة البرمجة فسيحدُث خلل حينها، ويتمثّل ذلك بظهور رموز غريبة وكلمات غير مفهومة، أو سماع صوتٍ شاذٍّ عند تنفيذ البرنامج، وعندها سيُحاول المُبرمِج اكتشاف الخطأ لتصحيحه.

وبقياس ذلك على العقل الباطِن فإنّ المُبرمِج هو العقل الواعي، ومُدخِلات الإنسان هي الحواسّ الخمس، أمّا المُخرِجات فتتمثّل في سلوك الإنسان ونظراته وتصرُّفاته، ويُعطي العقل الواعي الأوامر للعقل الباطِن، ولو وُجِد خلل في تصرُّفات الإنسان مع مَن حوله، أو لوحِظت أمور أخرى عليه، مثل: القلق، والتوتّر، أو العصبيّة الزائدة، فيجب على العقل الواعي أن يُغيّر الاعتقاداتِ التي سبّبت مثل هذه التصرُّفات.

يُخفي الإنسان منذ طفولته الأفكار والمشاعر التي يَصعُب عليه التّصريح بها لِمَن حوله، وهذا ما يُسمّى الكَبت، وهو عبارة عن مجموعة من القُوى التي تمنع المشاعر المكبوتة من الوصول إلى العقل الواعي، فتجمعها وتُخزّنها في العقل الباطِن، وقد تكون هذه المشاعر المكبوتة عدوانيّةً، أو مشاعر كراهيةٍ تجاه أشخاص مُعيَّنين، أو مشاعر خجلٍ أو خوفٍ، وقد تكون دوافع جنسيّةً، قد يُؤدّي كبتها إلى توليد مشاكل يصعُب علاجها مُستقبلاً، مثل: الاكتئاب، أو القلق والتوتّر الزّائدَين، ومن المُمكن أنْ يُصبِح الشّخص صعب التكيُّف مع بيئته المُحيطة، وكلّ ذلك يؤثّر سلباً على شخصيّة الإنسان.


صِفات العقل الباطن
يُمكِن تلخيص صفات العقل الباطِن كما يأتي:             
❤ يُنظّم الذّكريات، ويُخزّنها جميعها.
يُحرّك عواطف المرء ومشاعره.
يعمل كَمُحرّكٍ للجسم بِأكمله، ويحافظ عليه.
يحتاج خطواتٍ واضحةً يتّبعها؛ ليخدم الشّخص.
يُعطي طاقةً للشّخص، تكفي للوصول إلى الهدف المَرجُوّ.
❤يصنع العاداتِ؛ فتكرار الشّخص العبارة من 6-21 مرّةً يجعلها عادةً له.
❤يعمل على أساس أنّ هناك أشياء كثيرةً يُمكِن للشّخص أن يكتشفها ويتعلّمها.
❤يعمل على مدار 24 ساعةً، ويُتابع أيّ معلومة تأتي من العقل الواعي.
❤يعرف ما يُمكِن أن ينجح وما لا يُمكِن نجاحه بشكل عفويٍّ؛ بسبب تخزينه الذّكرياتِ والمواقفَ.
❤يعمل باستخدام قاعدة الأقلّ جهداً؛ فعلى الشّخص ألّا يُجبِر عقله على الإبداع، بل يُحاول أنْ يبقى هادِئاً ومسترخِياً.
❤يزيد نشاطُه بزيادة استخدامه.
يحُلّ العَقَبات التي تواجِه الشّخص بشكل آليّ، وذلك بإعطاء الحلّ الأمثل؛ لتحقيق الأهداف. يمدُّ الشّخص بالصّبر اللازم للتعلُّم، وبُلوغ الهدف.
يجعل السّلوكيّات تتناسب مع الأهداف؛ شرط أن تكون الأهداف واضحةً.
 يكون عمل العقل الباطِن على أحسن وجه في حالتَين: الحالة الأولى عندما يُفكّر الشّخص كثيراً في أمر مُعيَّن، والحالة الثّانية حينما لا يُفكّر بالأمر أبداً.

تواصُل العقلَيْن الواعي والباطِن:-
 يُعدّ العقل الباطِن بمثابة بنك الذّكريات والمعلومات والعادات؛ إذ يحتفظ بحوالي 90% منها، وهو قادر على تسجيل ما يُقارب 50 لقطةً في الوقت نفسه، أمّا العقل الواعي فهو يُسجّل لقطتَين فقط في الوقت ذاته، فمثلاً: عندما يتحدث شخص إلى شخص آخر، فإنّ تركيز العقل الواعي يكون على الكلام، ويمكن أن تكون اللقطة الأخرى رؤية العينَين، أمّا العقل الباطِن فإنّه يخزّن في ذلك الوقت لون ملابس الشّخص الآخر، وإضاءة الغرفة، ودرجة حرارتها، وأيّ شيء آخر مسموع خارج الغرفة، وما إلى ذلك. والعقل الباطِن غير انتقائيّ فهو يقبَل كلّ شيء، ولا يُميّز بين المعلومات القادمة من العقل الواعي، وبذلك يمكن للشّخص أن يتحكّم بعقله الباطِن ويُسخِّره لِخدمته ولكلّ ما يَصُبّ في مصلحته؛ عن طريق إرساله الرّسائل الإيجابيّه له.

قوة العقل الباطن

العقل الباطن:-
 يُعتبر العقل الباطن الجزء الذي لا يُمكن للشخص إدراكه والعلم به، حيث إنّه محرِّك العمل الذي يتحكم بأفعال وأقوال الشخص بنسبة 95% إلى 99%، وهو الذي يضمن استمراريّة خفقان القلب، وتنفس الرئتين، وتذكير العضلات بكيفيّة العمل، كما يقوم بتذكير نظام المناعة بمحاربة البكتيريا، وبالتالي فإنّ اللاوعي هو الجهاز الآلي الذي يعمل تلقائيّاً، ويسمح لوعي الأفراد في التفكير والتعلُّم والنمو، ولكن يجهل الكثير من الناس قوّة العقل الباطن وكيفيّة التعامل معه، إذ يسمحون للسلوكيات والأفكار السلبيّة بالسيطرة عليه لفترات طويلة، وهذا يؤدّي إلى عجزهم عن تخيّل القيام بأيّ شيء آخر غير مُعتاد.

أهمية التأثير على العقل الباطن:-
 يختصّ اللاوعي بإدارة الطاقات العاطفيّة، فهو يتحدّث لغة حسيّة من المشاعر والأحاسيس الفسيولوجيّة، ، والتي تنتقل عبر شبكة الاتصالات في الجسم، وهناك توجيهان رئيسيّان للتأثير على العقل الباطن، وهما:

البقاء على قيد الحياة؛ حيث إنّ انعدام القدرة على التعامل مع خيبة الأمل والخوف وغيرها من المشاعر السلبية، هو السبب الأول الذي يدفع الشخص إلى التأثير على العقل الباطن، وذلك من أجل تمكين الفرد على التعامل مع تلك المشاعر السلبيّة، وعدم إرهاق النفس، وعندما يعجز الشخص عن القيام بهذه المهمّة، فإنَّ العقل الباطن يتولّى مسؤوليّة الحماية التلقائيّة، وهو التّوجيه الأساسي.

التأكّد من تحقيق التقدّم والازدهار؛ حيث ينبغي معرفة أساليب تهدئة وطمأنة القلوب في اللحظات التي تسيطر فيها المخاوف المختلفة، مثل: الرفض أو عدم الكفاءة أو الهجر، ففي حالة عدم الشعور بالأمان الكافي، سيعمل الجسم بشكل تلقائيّ على الحماية من خلال العقل الباطن.

زيادة قوة العقل الباطن
❤ يُمكن اتباع الخطوات الآتية لزيادة قوة العقل الباطن:
❤تحديد الأمور التي يريدها الشخص أو يرغب بامتلاكها بدقة متناهية.
❤كتابة الهدف بوضوح وبكلّ تفاصيله، فالهدف الذي لا يُدوّم هو مجرد أمنية، وبالتالي فإنَّ كتابته تنبّه العقل الباطن بضرورة تحقيقه.
❤ كتابة الهدف بكلمات بسيطة، وقراءتها يوميّاً عند الاستيقاظ صباحاً وقبل النوم.
❤ التخطيط العكسي؛ ويتمّ من خلال تذكّر ومتابعة كلّ ما تمّ تحقيقه مسبقاً. 
❤تنفيذ خطوة واحدة على الأقل من الخطوات المكتوبة في القائمة الشخصيّة كلّ يوم، حيث يُساعد هذا على الوصول إلى الهدف.
❤تخيُّل نجاح الهدف مراراً وتكراراً، ويكون ذلك عبر تصوّر الهدف في الذهن، وكأنه شيء قد حدث بالفعل، فكلما كانت الصورة النفسيّة للهدف أكثر وضوحًا وحيويةً ،أصبح تحقيقه أسرع.
❤التظاهر بتحقق الهدف في الواقع، والتصرّف بثقة تامة، وتفكير الفرد باستمرار بأنّه في طريقه نحو تحقيق الهدف، وأنّ الهدف في المقابل يقترب منه شيئاً فشيئاً.
❤ إراحة العقل؛ إذ ينبغي أخذ قسط من الراحة والتنفّس والصلاة كلّ يوم، فالحالة الذهنيّة الهادئة للدماغ تسمح بالوصول إلى مسارات عصبيّة جديدة.
❤تحرير الهدف وتوجيهه إلى العقل الباطن.

كيف أستخدم عقلي الباطن

برمجة العقل الباطن من خلال العقل الواعي:-
 يسير العقل الباطن تبعاً لأوامر العقل الواعي، ولا يُفكّر بشكل مُستقل؛ الأمر الذي يدعو إلى تسخير قوة التفكير الإيجابي في بناء عمليّة التفكير بأكملها من خلال العقل الواعي الذي يقوم بإعطائه الأوامر التي يُريدها، ويعمل العقل الباطن ليلاً ونهاراً لجعل سلوك الفرد يُلائم متطلبات هذه الأوامر من أفكار، وآمال، ورغبات، وإمّا أن يتحكّم الشخص نفسه بإرسال رسائل إيجابيّة للعقل الباطن ليستقبلها ويحوّلها إلى واقع إيجابي من خلال التحكّم في سلوكيات الفرد، أو أموراً سلبيةً تنعكس بدورها أيضاً على سلوكيّاته.

استخدام العقل الباطن في تحقيق الأهداف

 التأمل والاسترخاء:-
 يُنصح دائماً بالتأمّل والاسترخاء للتعامل مع العقل الباطن، ويكون ذلك من خلال الجلوس في مكان هادئ، وآمن، ومُريح، حيث تُعتبر غرفة النوم الخيار الأمثل عند أغلب الناس، ولا يهمّ المكان بحد ذاته طالما أنّ الشخص مرتاح، وغير منزعج، وينبغي إطفاء الأضواء، وإغماض العينين، وأن يُعطي الشخص لنفسه دقيقة تأمّل ذهنيّة كيّ يُحدّد ما يُريد من عقله الباطن، ومن قوّة اللاوعي الخاصّة به، ثمّ يقول ما يُريد بصريح العبارة دون تعقيد، وإطالة، بل بصيغة بسيطة، ومباشرة، وصريحة، مثلاً: "أنا أكمل هذا المشروع بكفاءة وسرعة"، مع ضرورة الاحتفاظ باليقين والقناعة التامّة بأنّ هذا الأمر قد حصل بالفعل، وليس مُجرّد قول.

التصور والتخيل:-
 يتخيّل الفرد في هذه المرحلة طلبه وكأنّه قد حدث فعلاً على أرض الواقع، فمثلاً إن كان يرغب في إكمال مشروع مُهمّ يتعلّق بالعمل فينبغي عليه أن يبتسم ويشعر بالحماس بداخله، ثمّ يتخيّل أنّ المشروع قد تمّ بكلّ سهولة، ويتصوّر الحالة بأكملها بكلّ واقعيّة، ووضوح، وتفصيل، فيتخيّل مثلاً كيف يتفاعل بشغف مع زملائه، ومدى سعادتهم في العمل معه، ويجب أن يستغرق هذا التصوّر، والتمثيل البصري حوالي دقيقتين.

الإحساس بالنتيجة:-
 يجب قضاء الدقيقتين الأخيرتين بتخيّل المشاعر الإيجابية التي تظهر بعد تحقيق الهدف المرغوب، والسعادة المُطلقة، والشعور بالإنجاز والفخر في تلك اللحظة، عدا عن تصوّر نظرة الإعجاب في عيون الجميع للشخص، ثمّ الإحساس بتلك المشاعر كما لو أنّها تحدث فعلاً، وبعد إتمام الدقيقتين يكون الشخص قد أنهى تمرين عقله الباطن وقام ببرمجة اللاوعي الخاص به على تحقيق الهدف، وينبغي عليه بعدها الذهاب إلى النوم، حيث إن نشاط اللاوعي يزيد في الفترات التي يكون فيها الشخص نائماً.

دور العقل الباطن:-
 يعتقد البعض أنّ قوّة العقل الباطن محض خيال، وهذا غير صحيح فهو حقيقي، ومبدأ عمله يشبه إلى حد كبير جهاز كمبيوتر ضخم يسهم في التخطيط للتجارب الحياتية، فالإنسان يُبرمج اللاوعي الخاص به من خلال العادات، والمعتقدات، والأفكار، حيث إنّ الأفكار المتكرّرة تتحوّل إلى عادات، وسلوكيّات، وبالتالي فإنّ دور العقل الباطن هو الاستجابة لأفكار الإنسان وتحويلها إلى سلوكيات وحقائق على أرض الواقع.







تعليقات

follow me

AI

alexa

NoSuchKey The specified key does not exist. 404-2/index.html F6BA41CF26D4B5B8 Ya1kEfTB/fxpi6eykMTGXWTMPUC9X78ENAORs76s8dYBwZNVKsej9WbEwuvcpVFewSbtuBePYuA=